احمد سالم ولد بوحبيني مواقف صادقة وشجاعة تستحق الإشادة

 احمد سالم ولد بوحبيني مواقف صادقة وشجاعة تستحق الإشادة

في مسار إصلاح العدالة وبناء الثقة بين المواطن والمنظومة القضائية تبرز من حين لآخر مواقف صادقة وشجاعة تستحق الإشادة والتقدير لأنها تنبع من ضمير حي وإيمان راسخ بقيم الإنصاف وحقوق الإنسان ومن بين هذه المواقف يبرز دور الأستاذ أحمد سالم بوحبيني رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان السابق الذي جعل من العدالة قضيةً نضاليةً ومن صوت القانون منبرًا للدفاع عن الكرامة الإنسانية في أبهى صورها.

لقد كان الأستاذ بوحبيني من أوائل من نادوا بوعي ومسؤولية بأهمية الترجمة داخل قاعات المحاكم معتبرًا إياها شرطًا جوهريًا من شروط المحاكمة العادلة وليست مجرد تفصيل إجرائي لقد أوضح في أكثر من مناسبة أن المتقاضي الذي لا يفهم لغته القانونية لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وأن العدالة التي لا تُفهم لا يمكن أن تُنصف

وفي خطوة تاريخية تعبّر عن إرادة سياسية واضحة لإصلاح القضاء تم أمس خلال اجتماع اللجنة العليا لإصلاح وتطوير العدالة الذي ترأسه فخامة رئيس الجمهورية شخصيًا اتخاذ قرار بإنشاء فريق من المترجمين الفوريين والمترجمين المحلفين داخل المحاكم وهو القرار الذي يُجسد بكل وضوح واحدة من أهم المطالب التي ظل الأستاذ أحمد سالم بوحبيني يدافع عنها بإصرار وإخلاص انطلاقًا من قناعته بأن لا عدالة حقيقية دون تمكين كل متقاضٍ من فهم ما يُقال وما يُقرر بشأنه.

ولم تكن هذه المطالبة سوى جزء من مسيرة طويلة سلكها الأستاذ بوحبيني حرص فيها على تسليط الضوء على مكامن القصور داخل المنظومة القضائية لا بدافع النقد السلبي بل من منطلق الحرص على الإصلاح والبناء والتطوير فكان صوته دائمًا داعمًا للثقة في القضاء وساعيًا إلى ترسيخ عدالة أكثر اقترابًا من جوهر الإنصاف وأشد التزامًا بروح حقوق الإنسان.

إن هذه المواقف المشرّفة تذكرنا بأن العدالة لا تُبنى فقط بالنصوص بل بمواقف رجال آمنوا بها ونافحوا من أجلها ووقفوا إلى جانب المظلومين دون تردد وهي دعوة لنا جميعًا إلى دعم هذا المسار الإصلاحي النبيل والوقوف خلف كل صوت صادق يعمل من أجل قضاء نزيه ودولة قانون تضمن الحقوق وتصون الكرامة.

احمد الصديق التقي : رئيس شبكة المنظمات غير الحكومية