
الأخبار المحلية
وقفة مع المتستر بثوب الحقوق، المتخبط في وحل التضليل..
وقفة مع المتستر بثوب الحقوق، المتخبط في وحل التضليل..
سبحان مبدل الأحوال، ما أعجب تقلبات هذا الزمان.. حتى صار بعض من رُزقوا لسانا حادا وسحنة ملثومة، يلبسون ثوب النصح وحقوق الإنسان، فإذا هم أبعد الناس عن النصح وأغربهم عن الحق، بل هم فتنة في الأرض، يسعون بين الناس بالسعاية، ويكيلون الاتهامات ليلا ونهارا لمن يعمل ويصلح، لأنهم اعتادوا النعيق في الفراغ، والنجوى في الخراب، وما أُشربت قلوبهم من حب الوطن إلا كما يُشرب الدواء المر كارِهين.
أيها المبتز، يا من تناضل ضد نظافة الميناء وأسواق السمك، عجيب أمرك.. تنقم على من أزال القاذورات، وترفع صوتك احتجاجا حين تُكنس الزوايا، وتُجفف المستنقعات، وتُنظف المخازن والممرات.
وكأنك ما عرفت أن أول شروط الاعتماد الفني والصحي من الاتحاد الأوروبي، وهو الشريك الأهم، هو النظافة، لا الجدل العقيم ولا دغدغة مشاعر الفقراء بشعارات جوفاء.
أما سمعت بالمثل الشعبي الصادق: "أطرحت وازو وأرفدت وازو"؟ فإنك تصيح حين تُرفع الأوساخ، وتشتكي حين تتكدس، وتشتم المنطقة الحرة في الحالتين، لا لشيء إلا لأنك اعتدت التناقض والركوب على الأمواج العاتية، تارة باسم الفقراء، وتارة باسم السيادة، وتارة أخرى ببيانات ركيكة كأنها كُتبت في غفلة من العقل والحكمة.
إن من المستغرب — بل من المضحك المبكي — أن تُثار زوابع الاحتجاج لمجرد حملة نظافة شاملة في محيط ميناء الصيد التقليدي ومناطق التجميع والمعالجة، وهي حملة تمس صميم مصلحة البلد، وترتبط بتقييمات الجهات الأوروبية التي تملي شروطها بوضوح، ولا تعرف المجاملة ولا البيانات العاطفية.
فهل يُعقل أن يقف أحد السماكين، وهم أول المستفيدين من النظافة، ضد شرط أساس من شروط تصدير الأسماك؟
نقولها صريحة: يا من تُطالبون برفع الضرر، من أين أتيتم؟! وأين كنتم حين كانت النفايات تغطي الطرقات، وتتعفن الأسماك في أحضان الذباب؟ أليس منكم رجل رشيد يعلم أن المصلحة الوطنية فوق الفوضى والتسيب؟
ويا من تتباكون وتصفون أنفسكم بـ"لحويط الگصير"، ألم يكن الأجدر بكم أن تُطالبوا بتوفير بدائل محترمة ومنظمة تحفظ كرامة السماكين بدل الوقوف مع الفوضى العشوائية والاحتلال غير المشروع لأراضٍ ليست لكم؟ أما علمتم أن فوضى التجميع هي التي أفسدت السوق وأفقرت الفقراء، وأن تنظيف المساحات لا يعني التنكيل، بل التمهيد لبنية أفضل، وشروط أنظف، وسوق أنقى؟
أيها السادة في السلطات العليا:
يا فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ويا معالي الوزير الأول،
يا معالي وزير الصيد والاقتصاد البحري،
إن الحملات التضليلية التي تشنها بعض الأصوات ضد عمليات التنظيف والتحسين الجارية في نواذيبو ما هي إلا محاولات ابتزاز فاشلة، تستر أصحابها وراء دموع الفقراء بينما هم أول من أكل حقوقهم، وأشد من استثمر مآسيهم في بورصة النفاق.
نقولها بصدق: إن الدول لا تُبنى على التضليل، ولا تُدار بالتحريض، ولا تنهض بالفوضى.
وختاما، نقول:
سيعلم الذين ظلموا الحقيقة يوما، وسيعرف الذين حرّضوا أنهم أساؤوا للوطن لا للمنطقة الحرة، وأن الإصلاح لا يُؤخذ بالبيانات الرديئة، بل بالفعل الصالح، والرؤية البعيدة، والنفس التي تُحب هذا الوطن لا تُتاجر به.
0 Comments: