نداء الحقول وسدّ المطلق في انتظار الإنصاف

 نداء الحقول وسدّ المطلق في انتظار الإنصاف

في أعماق بلدية بنكو الواقعة في أحضان ولاية النعمة يرقد سدُّ المطلق لا على هيئة مشروع تنموي نابض بل كجُرحٍ مفتوحٍ في جسد الأمل الزراعي  يتآكله الإهمال وتحيط به اللامبالاة من كل صوب

لقد كان هذا السد على مرّ السنين شريان حياةٍ لمزارعين لا يملكون إلا الأرض والماء رجاءً وقوتًا ورافدًا رئيسًا لأمنٍ غذائيٍّ محلي ولتنميةٍ ريفية كانت تحبو نحو الكفاف. غير أن الواقع اليوم يُشيح بوجهه عن تلك الصورة، بعدما نالت منه عوامل الإهمال، وتراكم عليه الغبار الإداري والنسيان المؤسسي

وما يُزيد الجرح اتساعًا 

أنّ البعثات الفنية التي أوفدتها وزارة الزراعة والمندوبية العامة للتآزر لم تُبدِ أدنى درجات الجدية تجاه هذا السد ولم تكلّف نفسها حتى إعداد تشخيصٍ دقيق لحاله وكأنّ معاناة أهالي المنطقة تقع خارج خريطة الاهتمام أو دون مستوى الرؤية التنموية

السدّ اليوم متشقق الجدران مغمور بالوحل معطَّل عن أداء وظيفته الأساسية والمزارع من حوله يقف مشدوهًا بين عطش الأرض وصمت المؤسسات

ونحن على مشارف فصل الخريف حيث الأمل يرتكز على قطرة ماء لا يسعنا إلا أن ننبّه 

 وبأعلى درجات القلق 

 إلى ما آل إليه حال سدّ المطلق لما يمثّله من رمزية تنموية راسخة لدى سكان المنطقة وارتباطٍ وجداني واقتصادي بمحاصيلهم ومواسمهم ومعيشتهم

إنّ ما يجري في هذا الملف ليس مجرد إهمالٍ إداري بل هو تقويضٌ لبُنية الصمود الريفي واستخفافٌ بحقوق المواطن في التنمية

 واستهانةٌ بأمنٍ غذائيٍّ هشّ يُواجه الجفاف بيدٍ عزلاء

فهل تُوقَظُ الهِمم وتُستعادُ المسؤولية قبل أن يغدو سدّ المطلق شاهدًا جديدًا على موت المشاريع في مهدها؟