أخر الأخبار
جاري التحميل...
بيرام الداه اعبيد... الصوت الذي لا يسكت، والضمير الذي لا يُشترى

بيرام الداه اعبيد... الصوت الذي لا يسكت، والضمير الذي لا يُشترى

 بيرام الداه اعبيد... الصوت الذي لا يسكت، والضمير الذي لا يُشترى



في موريتانيا، بلد المتناقضات، والانتظارات المؤجلة، والحقوق المعلقة على مشاجب الزمن السياسي البطيء، يبرز اسم بيرام الداه اعبيد كصوت استثنائي لا يُشبه أحدًا، وزعيم لا يسير في درب المساومات ولا يركب موجة الصفقات.


منذ دخوله الحياة السياسية من بوابة المجلس الدستوري، لم يطرق أبواب العمل السري، ولم يتوارَ خلف الحدود. خاض المعركة من قلب العاصمة، وتحدث بصراحة في زمن الخوف، ودفع الأثمان في بلدٍ لا يحترم الصدق كثيرًا، ولا يكافئ الشجاعة إلا بالاعتقال أو التشويه.

لكن بيرام، الرجل الذي لا يعرف التردد، ظل صامدًا، وواصل مقارعة الظلم من داخل الوطن، متحديًا نظامًا يعرف أن وجوده الحقيقي خطر على مصالحه وهيمنته.


218 ألف موريتاني زكّوه رسميًا في الانتخابات، رغم العراقيل والتضييقات، وهو رقم يكشف عن قاعدة شعبية راسخة، لكن الحقيقة – كما يردد كثير من المراقبين – أن الرقم الفعلي قد يكون الضعف أو أكثر، لولا تدخلات الإدارة، وشراء الذمم، وسياسات الترهيب والترغيب التي طالما استُخدمت لتقليص النفوذ الشعبي للمناضلين الحقيقيين.


وربما ما يثير قلق النظام الحالي أكثر من الأرقام، هو الوعي الشعبي المتزايد، خاصة بين أوساط الشباب.

شباب موريتانيا اليوم لم يعد ينظر إلى القبيلة، أو الشريحة، أو اللون، بل يبحث عن صوت نزيه يقول الحقيقة، ويمثّلهم دون خنوع أو تردد. وهكذا اجتمع حول بيرام الأمل الجديد: الحراطين، والبيظان، والزنوج، والفقراء، والمهمشون، والمثقفون، والحالمون بوطنٍ لا يُدار من غرف مغلقة.


ومع انكشاف حقيقة ما يسمى "بالمعارضة التقليدية" التي باتت في كثير من مفاصلها مجرد معارضة شكلية، صامتة على جرائم الفساد، ومتواطئة بالصمت مع سياسة الإقصاء والتهميش، تزداد مكانة بيرام، لأنه ببساطة لا يتقن فن الصمت، ولا يتاجر بمواقف الشعب. بينما توزّع أحزاب المعارضة امتيازاتها خلف الستار، لا يزال بيرام يوزّع مواقفه في الساحات والميادين وعلى المنابر وفي خطبه المرتجلة التي تهزّ الضمائر.


لهذا لا يُستبعد أن تُحاك له المؤامرات، وأن تسعى جهات في السلطة إلى تشويه سمعته، أو إسكاته بالترهيب والملفات المفبركة. فالرجل يربك حساباتهم، ويخيفهم بمجرد ذكر اسمه في أي نقاش جاد حول مستقبل موريتانيا.


لكن ما لا يفهمه خصومه هو أن بيرام ليس مجرد اسم، بل أصبح رمزًا وضميرًا جمعيًّا.

من حاولوا كسر صورته، هم ذاتهم من فقدوا مصداقيتهم في الشارع.

ومن روّجوا الشائعات، لم يستطيعوا الرد على خطاباته.

ومن سعوا إلى عزله، هم ذاتهم من باتوا معزولين سياسيًا وشعبيًا.


أما الشعب، فقد بات يدرك جيدًا أن الرجل الذي تعرض للاعتقالات والسجون، والإقصاء والتضييق، وخرج منها أكثر إصرارًا وشعبية، هو الرهان الحقيقي لإنقاذ الوطن من قبضة الاستبداد والفشل المزمن.


وختامًا، نقولها بوضوح:

لن تنجح حملات التشويه، ولا تقارير الكذب، ولا الجيوش الإلكترونية الممولة في ثني الشعب عن خياره الحر.

فهذا الشعب، الذي قاوم الظلم لقرون، يعرف من يقف معه، ومن يتاجر به.

وبيرام الداه اعبيد، كان وسيبقى صوت هذا الشعب، وأمله، ومشروعه الكبير.


قلم : حسني 💥 التكناوي

0 Comments:

Untitled-1
20250514-125404
Ads-Nemine