محمد الشيخ ولد سيدي محمد يقود إنجاز أول مدينة تراثية في موريتانيا

 محمد الشيخ ولد سيدي محمد يقود إنجاز أول مدينة تراثية في موريتانيا

حين تُسندُ المسؤوليات لمن يستحقها بجدارة، تكون النتائج بحجم الثقة الممنوحة، ويكون الإنجاز شاهدًا لا يحتاج إلى كثير خطاب. هكذا عرفناه، وهكذا عرفه كل من عمل معه: الشخصية الوطنية، والإعلامي المتميز، والخطيب المفوّه محمد الشيخ ولد سيدي محمد.

في إنجاز وطني بالغ الدلالة، يُجسّد الاعتزاز بالهوية وصون الذاكرة التاريخية، تستعد قرية التراث بمدينة وادان لفتح أبوابها بعد اكتمال الأشغال، كأول مدينة تراثية من نوعها في موريتانيا. هذا المشروع النوعي أنجزته هيئة التراث الموريتاني خلال فترة تولي محمد الشيخ ولد سيدي محمد إدارتها، وهو الذي سبق أن شغل منصب المدير العام لإذاعة موريتانيا.

وتضم قرية التراث مكونات متعددة تعكس نمط العيش التقليدي، من بنايات سكنية تراثية، ومرافق ثقافية، وفضاءات رياضية، صُممت جميعها بروح تحافظ على الطابع المعماري الأصيل لمدينة وادان، المصنّفة ضمن التراث الإنساني العالمي، لتكون القرية منصة حية للتاريخ، وفضاءً للتعلم والسياحة الثقافية.

ولم يتوقف العطاء عند هذا الحد، بل تُوّج المشروع بمبادرة ثقافية لافتة تعكس عمق الانتماء للغة العربية والقرآن الكريم، حيث أنجزت الهيئة، على بعد 110 كيلومترات من وادان، معلمًا فريدًا يحمل اسم “طريق لغة الضاد”. ويضم الطريق 29 لوحة فنية تمثل حروف الهجاء العربية، زُيّنت كل لوحة بآية قرآنية تبدأ بالحرف نفسه، في مشهد يجمع بين الجمال البصري، والرسالة التربوية، والبعد الهوياتي.

إن هذه المشاريع ليست مجرد منشآت، بل هي رؤية ثقافية متكاملة تُترجم الإيمان بأن التراث رافعة للتنمية، وأن الهوية عنصر قوة وبناء. وهي شهادة جديدة على أن تكليف الكفاءات الوطنية الصادقة يثمر إنجازات خالدة، ويترك أثرًا يتجاوز الزمن.

تحية تقدير وإجلال لكل من أسهم في هذا العمل الوطني، وتقدير خاص لقيادة آمنت بالتراث فأنصفته، فجعلت من الماضي جسراً للمستقبل.

الكاتب الاعلامى: سيد أحمد ولد الكرومى