سكان نواذيبو بين مطرقة التلوث وسندان التنمية الصناعية
تشهد مدينة نواذيبو، تناميًا مقلقًا في شكاوى السكان من التلوث البيئي الناتج عن مصانع دقيق وزيت السمك المنتشرة داخل النسيج الحضري للمدينة. ويؤكد المواطنون أن هذه المصانع، رغم دورها الاقتصادي، باتت مصدرًا مباشرًا للأضرار الصحية والبيئية التي تهدد سلامتهم اليومية.
فقد أصبحت الروائح الكريهة المنبعثة من وحدات المعالجة، إلى جانب الأدخنة والمخلفات السائلة والصلبة، جزءًا من معاناة السكان، خصوصًا في الأحياء القريبة من المناطق الصناعية. ويشير متضررون إلى انتشار أمراض تنفسية وحساسية مزمنة، إضافة إلى تأثيرات سلبية على جودة الهواء والمياه، ما يزيد من القلق على الصحة العامة والبيئة البحرية التي تُعد ركيزة أساسية لاقتصاد المدينة.
ويؤكد مختصون في الشأن البيئي أن استمرار هذا الوضع دون رقابة صارمة وتحديث للآليات الصناعية يتعارض مع مبادئ التنمية المستدامة، التي تقوم على التوازن بين الاستثمار الاقتصادي وحماية الإنسان والبيئة. كما أن غياب المعالجة الفعالة للنفايات الصناعية وعدم احترام المعايير البيئية المعمول بها يفاقم من حجم الأزمة.
وأمام هذا الواقع، يناشد سكان نواذيبو السلطات المحلية والهيئات المعنية ودوائر القرار الحكومية التدخل العاجل، عبر فرض الرقابة البيئية الصارمة، وإلزام المصانع بتحديث تقنياتها، أو نقل الوحدات الأكثر تلوثًا خارج المناطق السكنية، مع ضمان احترام القوانين وحماية صحة المواطنين.
إن تنمية نواذيبو الاقتصادية لا يمكن أن تكون على حساب صحة ساكنتها وبيئتها، فالمعادلة الناجحة هي تلك التي تجعل من الإنسان محور التنمية وغايتها، وتؤسس لمستقبل صناعي نظيف يضمن الحق في بيئة سليمة للأجيال الحاضرة والقادمة.
الكاتب الاعلامى: سيد أحمد ولد الكرومى



0 Comments: